سيلفيا كاتوري

Français    English    Italiano    Español    Deutsch    عربي    русский    Português

جيورجيو. س. فرانكل:
إسرائيل لن تتخلى أبدا عن الأراضي المحتلة

زميلنا جورجيو س. فرانكل (*) صحفي ذو مصداقية نادرة. ندد دون كلل بالسياسة التي تتبعها الحكومات المتعاقبة في دولة إسرائيل اليهودية.. الدولة التي أقيمت بالقوة على أراض فلسطينية مسروقة. تألمنا بعمق لوفاته، يوم 20 سبتمبر، 2012، لذلك نود أن نكرمه عبر إعادة نشر مقابلة طويلة ورائعة اجراها في ماي 2011 عندما كان متأثرا جدا بمرضه. تحدث لنا عن التواطؤ الجبان للصحفيين المنحازين الى إسرائيل الذين يكذبون ويغطون على أبشع الجرائم. احتفظنا بذكرى مؤثرة لهذا الرجل الأنيق حيث نظراته الزرقاء الحادة تواصل سكنها فينا.. سيلفيا كاتوري

16 كانون الأول (ديسمبر) 2012


Giorgio S. Frankel

اسرائيل لن تتنازل أبدا عن الاراضي المحتلة
(مقابلة مع جورجيو.س. فرانكل، منشورة في إيطاليا يوم 25 . 05 . 2011).

يؤكد مسؤولون اسرائيليون انهم "مستعدون لصنع السلام" مع الفلسطينيين. في الواقع، لم يكن للحكومات التي تتعاقب أدنى نية لصنع السلام. انها بدلا من ذلك تستخدم عبارة "عملية السلام" لمواصلة سياستها المتمثلة في التدمير وتجريد الاهالي من الإنسانية، ليس فقط في فلسطين وإنما أيضا في بلدان أخرى وعلى شعوب الشرق الأوسط. لقد استطاعوا الاستمرار في قتل الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه دون ان يتعرضوا لعقوبات. يتطرق الكاتب جورجيو. س.فرانكل، في هذه المقابلة الى تواطؤ هؤلاء الصحفيين المنحازين -والحكومات الغربية- في توسيع الدولة اليهودية وتمديد معاناة الشعب الفلسطيني.


سيلفيا كاتوري: كما تعلمون، عندما يتعلق الأمر بجرائم يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد العرب، فإن الصحافة لن تكون محايدة على الإطلاق. ألم تكونوا من أولئك الصحفيين الذين ساعدوا، في وقت مضى، على رسم صورة مثالية لإسرائيل؟

جيورجيو. س. فرانكل[1]: نعم، كان ذلك في الماضي، شاركتُ في هذه الدعاية الصهيونية، لأنني نشأت في بيئة مؤيدة لإسرائيل. لذلك تشربت تلك الثقافة. وفي منحى ما، تساهم الصحافة ووسائل الإعلام الغربية بنشاط في إدامة صورة اسرائيل وأيديولوجتها. هناك كلام كثير حول سلطة القوى المؤيدة لإسرائيل على الصحافة والإعلام.
علينا أن لا ننسى أن جميع مراسلي الصحف الأمريكية في إسرائيل هم بالفعل من اليهود الموالين لإسرائيل، وقد خدم عدد منهم طوعا في القوات المسلحة الإسرائيلية. إذن، فهذه الظاهرة موجودة. إن عمود القوة الإسرائيلية في العالم هو تلك القدرة على إدامة الرواية الإسرائيلية، وتعديل التاريخ باستمرار لإعادة كتابته بشكل موات لإسرائيل. مثلا: لقد مر أكثر من 40 عاما حتى الآن على حرب جوان /حزيران 1967. لا أحد تقريبا يتذكر كيف بدأت. غير أن الآداب الموالية لإسرائيل تكتب بوقاحة أن تلك الحرب قامت لأنه كان على إسرائيل أن تدافع عن نفسها من هجوم عربي. هذا الهجوم لم يحدث. إن إسرائيل هي من هاجم مصر على حين غرة في جوان/ حزيران عام 1967، بعد ازمة سياسية طويلة مع سورية،. يكتبون اليوم أن إسرائيل قد اضطرت إلى خوض حرب دفاعية بعد عدوان عربي. هذا هو مثال..

سيلفيا كاتوري: الواقع أن المراسلين الصحفيين الامريكيين المبعوث بهم إلى إسرائيل، كما تشيرون، هم "في اغلبهم تقريبا من اليهود المؤيدين لإسرائيل"، وهذه مشكلة بالتأكيد. ولكن، في رأيكم، هل نرى الظاهرة نفسها في الدول الأوروبية؟

جورجيو س فرانكل: كان لأوروبا موقف مشترك حتى سنوات قليلة مضت. في الماضي غير البعيد جدا، مالت أروبا إلى التعاطف أكثر مع الفلسطينيين. في سنوات السبعينيات والثمانينيات، كانت إيطاليا أكثر تأييدا للعرب منها لاسرائيل وبشكل علني. بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 تغير موقف أوروبا، عندما أُعلنت في كل العالم هذه السياسة المعادية للعرب. لقد تم تفسير الأمر على أنه هجوم عربي على العالم الغربي. بعد هذا المنعطف، انتشر العداء المتنامي للإسلام في العالم الغربي.

تم تصدير الإسلاموفوبيا الى أوروبا من الولايات المتحدة. واليوم، فإن سياسات الدول الأوروبية بعد 11 سبتمبر الملتفة حول سياسة أمريكا ومواقفها من حرب العراق تواصل عداءها للعرب. هذه الفوبيا من الاسلام، المتزايدة، تغذيها إسرائيل في جزء كبير منها، وتتقاسمها، وتدعمها. يجب أن نعرف أن الأوروبيين الأكثر عنصرية، مثل الهولندي "جيرت ويلدرز"، وعنصريين آخرين من الشمال الأوروبي، يعتبرون أبطالا في إسرائيل. إن جيرت فيلدرز يستدعى بانتظام لعقد مؤتمرات حتى في الجامعات الإسرائيلية.

لدينا هذه الحال أيضا في وسائل الإعلام الأوروبية، أقل قليلا في وسائل الإعلام البريطانية. ولكن اسرائيل، في الواقع، ولأسباب عديدة، تمكنت من فرض لهجتها، رواياتها بحلقاتها الشرق والأدنى أوسطية. للإسرائيليين قوة عظمى، لديهم مقدرة كبيرة على صنع الدعاية، وليس للفلسطينيين مثل ذلك، ولا للعرب. لقد اخذت اسرائيل زمام التحكم تدريجيا، واستخدمت لذلك الكثير من الوقت. وأصبح لديها الآن عمليا يد على الجاليات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة. سابقا لم يكن اي شيء من هذا القبيل. سابقا، كانت الجاليات اليهودية تنتقد السياسة الإسرائيلية. وهكذا، إذا فكرنا في الدعاية لصالح إسرائيل، فلن يتم ذلك على يد مغتربين: بل سيتم على يد الأمريكيين اليهود الذين يتشاركون معها الثقافة واللغة. لن يكونوا من الاجانب. ان اليهود الأمريكيين مندمجون بالكامل، فهم أعضاء في الكونغرس وصحفيون، ما يعزز الدعاية المؤيدة لإسرائيل.

سيلفيا كاتوري: متى اتخذت السيطرة السياسية لإسرائيل على العالم اليهودي هذا التحول؟

جيورجيو.س فرانكل: يجب أن نتذكر أن العالم اليهودي في البدء هو فقط من آوى الصهيونية، وبخاصة الأمريكيون اليهود. استغرق الأمر وقتا طويلا كي يتمكن الصهاينة من التثبت. هذا، من بين أمور أخرى، هو واحد من الأصول التاريخية للغطرسة سيئة السمعة لنزوع الصهيونية إلى العنف. لقد أصبحت الصهيونية متغطرسة وعنيفة سياسيا على وجه التحديد، بسبب خبرتها في الولايات المتحدة، عندما اتضحت يهودية الولايات المتحدة، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية. كان لليهود دائما في جميع أنحاء العالم موقف ايجابي جدا وعاطفي جدا تجاه إسرائيل. إذا كان هناك حديث عن انعطاف فهو بعد حرب حزيران 1967 إذ كان هناك تحول كبير. هذه الحرب مهمة جدا في تاريخ إسرائيل. لقد خلقت في الذهنية الإسرائيلية شعورا بالأمن والسلطة. كذلك كانت هناك دائما جدلية بين إسرائيل واليهودية، ومن ينبغي لها السيطرة على الأخرى. ولكن بعد حرب عام 1967، قررت الحكومات الإسرائيلية أنها هي من يحق لها السيطرة على العالم اليهودي. وقد تم ذلك تدريجيا.

سيلفيا كاتوري: إذن، برأيكم، تعمل دعاية السلطات الاسرائيلية، التي كانت دائما ترتكز على تشويه سمعة العرب والمسلمين وتحقيرهم، -من بين ما تعمله- على توريط اليهود والحصول على انخراط الكامل في المشروع الصهيوني للهيمنة وتدمير الشعب الفلسطيني؟

جورجيو س. فرانكل: لقد نما الخوف من الشعوب المسلمة بعد 11 سبتمبر. ولقد سمح هذا الحدث للقوات الإسرائيلية بتقديم العالم المسلم كعدو تاريخي للعالم الغربي، عدو لا يمكن معه صنع السلام. في أوروبا، ولأسباب تاريخية تعود إلى الحروب الصليبية، نجد هذا الخوف العريق من المسلمين. بعد 11 سبتمبر، كان من السهل إحياء هذا الخوف.

سيلفيا كاتوري: تمكنت هذه الدعاية الإسرائيلية ضد العالم العربي والمسلم، بمساعدة من صحفيينا وحكوماتنا، من إخفاء جرائم خطيرة، مثل التطهير العرقي، ضم القدس، والمجازر المتكررة. من الصعب أن نفهم أن مثل هذه الجرائم الخطيرة لا تشكل مشكلة أخلاقية تذكر بالنسبة الى اليهود الذين يدعمون الكيان الذي يرتكبها باسمهم. حتى إننا نرى صحفيين تقدميين ونشطاء مجموعة "يهود من أجل السلام" يتبنون خطابا "يصون"، و"يشرّعن" الى حد ما المشروع العنصري للدولة اليهودية حصرا، ما عدا القليل من المجموعات الهامشية الصغيرة التي دعمت بوضوح دائما حق العودة للفلسطينيين[2] ألم يكن هذا دائما وسيلة لإضفاء الشرعية على سياسة الدولة، حيث المشروع العنصري، وأيديولوجية العنف، التي أفرغت فلسطين من سكانها؟

جورجيو س. فرانكل: الأمر معقد للغاية. إذا تمسكنا بمراحل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، فإن المفاوضين الفلسطينيين أنفسهم يقولون ضمنيا أنه إذا أنشأنا دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن حق عودة اللاجئين سيدرج في الدولة الفلسطينية، وسيتم إرضاؤهم ببيان من إسرائيل بتحمل المسؤولية التاريخية لمحنة الفلسطينيين المطرودين عام 1948، وان إسرائيل ستستطيع ان تمنع الفلسطينيين من الدخول، الا عشرات آلاف فقط. ففي خطة السلام التي اقترحها ملك المملكة العربية السعودية عام 2002، وصودق عليها عام 2007، لم يرد ذكر حق العودة صراحة، بل حل تفاوضي بين اسرائيل والفلسطينيين.

في حال " حل الدولتين"، فإن المشكلة ستكون في معرفة ما إذا كان حل "الدولتين" ممكنا، مع إسرائيل داخل حدود ’67 وقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. خلال العقد الماضي، واصلنا الحديث عن "دولتين لشعبين". ما رأيناه، قطعا ربما، في عام 2010، هو أن هذا الحل غير ممكن الآن على الاطلاق، لأن إسرائيل أخذت نصف الأراضي المصادرة في عام 1967 لبناء المستوطنات.
لن تتخلى إسرائيل أبدا عن الاراضي الفلسطينية. ما يبدو هو أن إسرائيل ليست مستعجلة: إسرائيل تريد أن تحقق، مع مرور الوقت، سيطرة على كامل المنطقة. السيطرة الكلية على الضفة الغربية وقطاع غزة. وبالنتيجة: طرد الفلسطينيين الذين يعيشون هناك.

سيلفيا كاتوري: السلطة في رام الله وقادة منظمة التحرير الفلسطينية -متورطين في "عملية السلام" التي سمحت إسرائيل بالاستمرار في استعمار الضفة الغربية- تخلـّوا عن الحقوق المشروعة لشعبهم، مفكرين انهم سيحصلون في المقابل على "دولتهم" الفلسطينية. هل سيتمكنون من تحقيق هذه الدولة؟

جورجيو س. فرانكل: نعم، في الواقع. حتى الرئيس ياسر عرفات رأى ذلك: إذا أقمنا دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فسوف لن نتحدث بعد ذلك عن حق العودة. في المفاوضات مع إسرائيل، استخدم حق العودة كورقة تفاوض. ما كان مهما بالنسبة للقيادة الفلسطينية هو اقامة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهذه الحال لن تكون موجودة أبدا. فمن الممكن أن هذه القيادات الفلسطينية الآن في تواطؤ مع إسرائيل، بالتالي هم عمليا دمى إسرائيل. بعد كل هذه المفاوضات، لم يتم تحصيل أي شيء على الإطلاق. لقد ساءت أحوال الفلسطينيين المعيشة.

لن ننسى أنه منذ عام 1993، حيث اللقاء بين ياسر عرفات واسحاق رابين، والمصافحة الشهيرة في البيت الأبيض، لم يتوقف الاسرائيليون عن مصادرة الأراضي في الضفة الغربية، وترحيل الفلسطينيين عن ديارهم لتوسيع مستوطناتهم. خلال هذه السنوات الـ17 تأكدنا كثيرا من أنه ليس لإسرائيل أية نية في إحلال سلام من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

عندما يتحدث القادة الإسرائيليون عن دولة فلسطينية فإنهم لا يقولون أبدا أين ينبغي أن تنشأ. بالنسبة إليهم، فإن الدولة الفلسطينية هي الأردن. هدفهم هو الإطاحة بالنظام الملكي الأردني وإرسال جميع الفلسطينيين الى هناك. هذا هو معتقدهم: الأردن بالنسبة الى الإسرائيليين هو فلسطين. كل ما لديهم هو الكلام. الإسرائيليون ليسوا على استعداد لإعادة الأراضي التي احتلوها عام 1967. وبالتالي فإن مسألة حق العودة بالنسبة الى إسرائيل ليست هدفا واقعيا. المشكلة هي كالتالي: إن صيغة الدولتين لم تعد ممكنة. إذن، هل ستكون هناك دولة تشمل إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة الحاليين؟ يجب علينا أن نرى هل ستكون هذه الدولة دولة واحدة (ثنائية الهوية) كما يقول إيلان بابي، أم ستكون دولة يهيمن عليها الاسرائيليون بحيث لن يشكل فيها الفلسطينيون غالبية ديموغرافية، بل سيخضعون إلى "السيطرة اليهودية"، حتى إنهم قد يطردون منها.

سيلفيا كاتوري: هذه الامكانية، حسبكم، هل هي محتملة؟

جورجيو س. فرانكل: أعتقد أن إسرائيل -حتى وإن كنت قوة عالمية كبرى، وقوة عسكرية، تكنولوجيا ونوويا- هي في طريقها فعلا للذهاب إلى كارثة، نحو انهيار داخلي. مؤشرات متزايدة عن جنون الطبقة الحاكمة الإسرائيلية. رأينا هذا في العام الماضي فقط، تصاعد العنصرية في إسرائيل.. عنصرية ضد المواطنين العرب في إسرائيل. توجد في اسرائيل مظاهر العنصرية ضد العرب و"فوبيا الأجانب" ضد العمال الأجانب، وفوبيا أجانب ضد العمالة الروسية. هناك صدع متزايد في العالم اليهودي بين الآشكيناز والسفارديم، بين الفلاشا البيض والسود. المجتمع الإسرائيلي بصدد التجزؤ، والغرق، والانزلاق الى عقدة الكراهية العنصرية تجاه الجميع. إن لإسرائيل موقفا عدائيا متزايدا تجاه بقية العالم. إن أمرا تافها من شأنه أن يخلق حوادث الدبلوماسية.

في حين أن أجيالا من الشباب اليهود الأميركيين غير مغتبطين تجاه إسرائيل، ما يعني أن إسرائيل قد تنهار اذا لم تسر الامور الخارجية على ما يرام. ان للطبقة الحاكمة الإسرائيلية مستوى منحطا بشكل متزايد. المثقفون الإسرائيليون يتناقصون على نحو مستمر. إسرائيل لا تنتج ثقافة، لا تنتج الأفكار، لا تنتج المشاريع. انها تنتج الأسلحة والإنشاءات الإلكترونية، لكنها لا تصنع الثقافة. والطبقة السياسية فيها تفسد بتتابع، اقتصاديا وثقافيا وعرفًا. حكم على رئيس سابق لإسرائيل بسبب العنف الجنسي. هذا مثال على الفساد الإسرائيلي الحالي.

محكوم على إسرائيل بالتقهقر. هذا التقهقر قد يتسارع من خلال حقيقة أن إسرائيل مرتبطة تماما بالولايات المتحدة. سياستها اليوم تبدو خطرة جدا، لأن الوضع الداخلي الامريكي يتأزم على نحو متزايد. مستقبل إسرائيل مليء بالشكوك.

سيلفيا كاتوري: مع أن إسرائيل لا تبدو في موقف ضعف بل مهيمنة. انها لا تعاني من الأزمة الاقتصادية، فعملتها قوية ومستقرة. وهي تواصل إثبات وجودها في العالم، بعدم تقديم تنازلات ومواصلة سياستها في التطهير العرقي للفلسطينيين دون تعثر. بل هي قادرة ايضا على المطالبة بمزيد من التنازلات المهينة، لتجعل من المستحيل حل أي من المشاكل التي خلقتها لجيرانها العرب. على الرغم من خطورة الجرائم خلال أكثر من 60 عاما، فإن إسرائيل لم تعاقب، بل وتتودد اليها حكوماتنا. إذا كان لإسرائيل أن تتصرف بتحد وغطرسة وتتحدى القوى العظمى، فلا بد أن هناك سببا سريا يسمح لكل الحكومات الإسرائيلية بتحدي أي كان. كيف يمكنكم تفسير هذه الغطرسة المتزايدة بشكل غير مسبوق في السياسة الدولية؟

جورجيو س. فرانكل: هذا صحيح. إن أسس هذه الغطرسة متعددة. أحد هذه الأسس هو قوة إسرائيلية النووية. إسرائيل هي ربما القوة النووية الرابعة في العالم. ومنذ سنوات السبعينيات، اي ما يقرب من 40 عاما، كان يقال إن إسرائيل قادرة على أن تشكل تهديدا نوويا ضد الاتحاد السوفياتي. وهذا يفسر لماذا كان الاتحاد السوفياتي حذرا دائما تجاه إسرائيل. منذ بضع سنوات فقط ، قال المؤرخ العسكري الاسرائيلي من أصل هولندي، مارتن فان كليفيلد ، الباحث الشهير ومؤلف كتب في الدراسات العسكرية، في مقابلة صحفية، ان اسرائيل لديها اسلحة نووية موجهة نحو كل عواصم العالم الغربي. هناك حديث كثير عن هذا الاعتقاد الشامشوني[3]. والفكرة هي هذه: إذا كانت إسرائيل في وضع قد يجرها نحو الفناء، فإنها ستجر العالم كله معها. قبل ان تفنى ستوجه قنابلها الذرية نحو أوروبا والعالم العربي والولايات المتحدة. لقد قال علماء اسرائيليون مرارا إن إسرائيل تستطيع أن تضرب في أي مكان في العالم.

بمعرفة التاريخ والعقلية الإسرائيلية، قد يظهر ذلك عقلانيا تجاه حجة تهدف إلى إجبار الدول الأخرى على احترام إرادة إسرائيل. بعد كل شيء، يمكن لبلد أوروبي أن يتساءل لماذا قد يدعم القضية الفلسطينية إذا كان معرضا لخطر الهجوم وللقصف؟
الحقيقة أن إسرائيل يمكنها القيام بابتزاز ذري، مباشر أو غير مباشر، من شأنه أن يهدد بحرب على الدول العربية أو على إيران باستخدام قنابل ذرية، لتثور أزمة عالمية. إن فرص استخدام الابتزاز المباشر الذرية كثيرة. وهذا واقع -أقول- أساسي.

ثم إن الرابط الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، الذي بدأ بعد حرب عام 1967، أعطى إسرائيل سلطة دولية كبيرة ونوعا من الحصانة. تحميها الولايات المتحدة مهما فعلت. إذا كان هناك قرار في مجلس الأمن ضد إسرائيل، فإنه لا يمكن أن يمرّر لأن الولايات المتحدة، كعضو دائم، يمكنها نقضه.

لقد أعطى كل هذا إسرائيل قوة كبيرة، ودرجة عالية من الإفلات من العقاب.. أنا لا أعرف إذا كانت أسطورة (ولكن بالنظر إلى أن معظم السفارات تأخذها على محمل الجد) تلك الفكرة القائلة إن على البلدان والقوى السياسية الراغبة في علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، أن تحسّن علاقاتها مع إسرائيل. هناك نزوع في كثير من بلدان العالم الثالث الى إقامة علاقات جيدة مع إسرائيل حتى تحظى بدعم من ذلك اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة. تركية فعلت ذلك في السنوات التي سبقت حكومة رجب طيب أردوغان. عدد من البلدان الأخرى فعل ذلك. رأينا أن تلك البلدان التي أقامت علاقات جيدة مع اسرائيل قد كافأتها الولايات المتحدة.

ترجع الاسباب التي تجعل من إسرائيل قوية جدا في الولايات المتحدة إلى حقيقة أن إسرائيل قد أنشأت سيطرة على الكونغرس. إن إسرائيل تسيطر على كونغرس الولايات المتحدة، إنها تتحكم حقا. خلال عقود من الزمن أوجد الاسرئيليون في الولايات المتحدة سلسلسة من الهياكل والمؤسسات تدعى "اللوبي الإسرائيلي". يتكون هذا اللوبي من منظمات متخصصة شتى: هناك لوبي الكونغرس، هناك لوبي يمارس ضغوطا على البيت الأبيض، وآخر يركز على القادة العسكريين..الخ.

مع الأخذ في الاعتبار أن اليهود الميسورين في الولايات المتحدة هم 6 ملايين. تملك هذه المنظمات التي يمولها العالم اليهودي رؤوس أموال ضخمة. في واحدة من أكبرها، وهي: AIPAC حوالى 100 ألف عضو. لديها قوة هائلة. يرسل أعضاؤها فاكسات ورسائل البريد الإلكتروني الى النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، ويجمعون الأموال.

هناك أمر مهم جدا تحدثت عنه الصحف الأوروبية قليلا، عكس الصحف الإسرائيلية، وكذلك بعض الصحف اليهودية، هو حقيقة أن العلاقات بين إسرائيل وأوباما كانت سيئة بداية عام 2010. وكان أوباما على استعداد لتبني سياسة ضغط أصعب فأصعب تجاه إسرائيل. هذا ما بدا. في شهر ماي، تغير أوباما تماما، وتخلى تدريجيا عن جميع الامور للإسرائيليين. لقد كشفت الصحف الإسرائيلية أن الممولين الرئيسيين من الديمقراطيين اليهود قطعوا التمويلات. وقال أصحاب المليارات اليهودية انهم لن يقدموا في مارس 2010 دولار واحدا إذا لم يغير أوباما سياسته. وهكذا وجد أوباما نفسه عشية انتخابات نصف العهدة السياسية في مصاعب سياسية مع حزبه الذي فقد مموليه اليهود. انهم إذن مصدر قوة.

إضافة الى عامل آخر للسلطة المؤقتة.. في عصر العولمة الاقتصادية، أصبحت إسرائيل عنصرا هيكليا لهذه القوة العالمية العظمى التي تطورت ابتداء من الثمانينيات والتسعينيات.. في النخبة العالمية التي تملك القوة الاقتصادية، الخ .. إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من هيكل السلطةهذا. من شأن هذه القوة الاقتصادية -يضاف اليها السلطة الاستراتيجية والعسكرية، وسعي الولايات المتحدة الى السيطرة على الشرق الأوسط- تعزيز القوة العسكرية والاستراتيجية لإسرائيل.
في عام 2003، عندما هاجمت الولايات المتحدة العراق، قال الصحفيون الأمريكيون و​​النخبة المؤيدة لإسرائيل علنا إن الهجوم على العراق لم يكن سوى بداية لاستراتيجية هدفها تفكيك الشرق الأوسط. بعد العراق، سيكون الدور على مصر، والمملكة العربية السعودية.. وغيرها. كان ذلك منظور تلك الفترة. ثم كانت الحرب على العراق وبالا عليهم. وهذا يدل على ان السلطة العسكرية ليست صالحة الا إلى حد معين. وتخسر الولايات المتحدة -على الرغم مما هي عليه من القوة العظمى العسكرية والتكنولوجية- كل الحروب. وبالنظر الى تجربة الولايات المتحدة، نستطيع أن نضع في اعتبارنا أن الأيام قد تكون معدودة حتى بالنسبة الى القوة العظمى الاسرائيلية. حاليا، اسرائيل جزء من القوة العظمى العالمية. لكن هذه القوة تفقد مكتسباتها مع توسع القوة الآسيوية.

سيلفيا كاتوري: لقد درستم هذا الموضوع، وتعرفون الحقيقة عن قرب. لكن من الصعب جدا على الناس بشكل عام أن يفهموا أن العرب والمسلمين ليسوا المشكلة، بل السياسة الصدامية الاسرائيلية. الضغط المستمر الذي تمارسه إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني المدني هو جزء من ذلك. هل تتوقعون هجوما محتملا من قبل الجيش الإسرائيلي أو الآخرين على المواقع الايرانية؟

جورجيو س. فرانكل: لا أعتقد ذلك، لأن إسرائيل بدأت تهدد بمهاجمة إيران منذ بداية التسعينيات، انها 20 عاما منذ أن بدأت السلطات الإسرائيلية تكرر أنها ستهاجم إيران، وأن إيران بصدد صنع القنبلة الذرية، وأن ايران تشكل تهديدا. لكن، في التاريخ، عندما تهدد دولة بإشعال حرب ثم لا تفعلها عشرين عاما فإنها لن تفعلها أبدا.
هذا التهديد ضد إيران يخدم إسرائيل في الحفاظ على مناخ من التوتر في الشرق الأدنى والأوسط. فبتهديدها عدة مرات في السنة بشن حرب على إيران، فإنها تخلق حالة من الخطر في الولايات المتحدة وأوروبا. احتمال أن تهاجم إسرائيل إيران ضعيف للغاية. ولكن اذا هاجمت اسرائيل ايران حقا، فإن العواقب العالمية قد تكون كارثية، بحيث انه حتى لو اعتقد الجميع أن تهديد الحكومة الاسرائيلية مجرد خداع، فلا أحد سوف يتحقق إن كان خداعا حقا.

اسرائيل غير قادرة على مهاجمة إيران، يكفي إلقاء نظرة على الخريطة: يجب أن تمر عبر بلدان أخرى. قبل عامين، قدمت الولايات المتحدة هدية مسمومة للإسرائيليين. فعند حديث اسرائيل عن خطر ايران، أرسلت الولايات المتحدة الى اسرائيل جهاز رادار كبيرا يسيطر على سماء البلاد على امتداد مئات الأميال. تتم إدارة المحطة على يد الجيش الامريكي. ووصفت بأنها علامة تضامن مع إسرائيل. وفي الحقيقة ليس الإسرائيليون مسرورين جدا، لأن الولايات المتحدة صارت تعرف بالضبط ما تفعله الطائرات الإسرائيلية. الولايات المتحدة أكدت مرارا انها لا تريد حربا على إيران، لأن ذلك سيكون كارثة.

انها فترات دورية. من وقت لآخر يلوح الإسرائيليون بهذه الورقة الإيرانية، فيـُتحدث عنها لبضعة أسابيع ثم يتوقف الحديث. لقد صرح الجنرال موشيه يالون، نائب رئيس الوزراء ووزير التهديدات الاستراتيجية، أن "البرنامج النووي الإيراني متأخر، لذلك، لدينا عامان أو ثلاثة أعوام لاتخاذ قرار". هذه رسالة للإشارة إلى أنه لا يوجد خطر إيراني حاليا. هدف الاسرائيليين من ذلك هو الحفاظ على مناخ التوتر واجبار الولايات المتحدة والأوروبيين على اتباع سياسات معينة. وقد أمل الإسرائيليون في خلق مناخ كاف من التوتر لإثارة مواجهة بين إيران والدول العربية. هذه الاستراتيجية فشلت أيضا.

كم من الوقت استغرقته القوى النووية الأخرى لصنع القنابل الذرية؟ لقد احتاجت الولايات المتحدة الى 3 سنوات، خلال الاربعينيات، عندما لا احد كان يعرف تماما صنع قنبلة ذرية. واستغرق صنعها في اسرائيل 10 سنوات. الآن، منذ أكثر من عشرين عاما، يقولون إن إيران تقوم ببناء قنبلة نووية.. إنها إذن أبطأ قنبلة ذرية في التاريخ! إن وكالة الطاقة الذرية التي عليها ان تراقب القنابل النووية تستمر في القول إنه لا يوجد أي دليل على برنامج عسكري.

تخدم مسألة القنبلة الإيرانية إسرائيل من حيث خلق مشاكل استراتيجية في المنطقة. تخوف إسرائيل الأكبر هو في فتح حوار سياسي بين الولايات المتحدة وإيران. ثم الاعتراف بإيران كقوة إقليمية ينبغي الحديث معها ومناقشتها.

القوة الإقليمية الأخرى التي هي بصدد الاتضاح، هي تركية. لإسرائيل الآن مشاكل مع تركية، لأنها يمكن أن تصبح المحاور الرئيسي للولايات المتحدة مع العالمين العربي والمسلم.

السلاح الرئيسي الآخر لإسرائيل هو تهمة معاداة السامية. انه سلاح يستخدمه الإسرائيليون فورا وبشكل موسع. إن أي شكل من أشكال انتقاد إسرائيل هو معاد للسامية. كان له في البداية تأثير كبير، الآن، أقل قليلا. عاجلا أم آجلا سوف يفقد أهميته. عندما نسيء استخدام هذه الأسلحة تفقد قيمتها. تتهم اسرائيل الجميع بمعاداة السامية. إذا انتقد يهودي إسرائيل يقولون انه يهودي يكره نفسه.

في النهاية، فإن هذا أيضا سينهار. لأن معاداة السامية شيء وانتقاد إسرائيل شيء آخر. هناك القليل فقط من معاداة السامية في العالم حاليا. وإذا ما انبعثت مرة أخرى فلأن الطريقة التي يعمل بها الإسرائيليون لصنع هوية بين اليهودية وبين "الاسرائيلية" مثيرة حقا للاشمئزاز: انها أرض زلقة جدا.

سيلفيا كاتوري: خلال هذه السنوات من هجوم تل أبيب العسكري، كان هناك في فرنسا على سبيل المثال، تكثيف للاتهامات بمعاداة السامية، حتى من متشددي مجموعة "يهود من أجل السلام". وابل من الاتهامات بمعاداة السامية وإنكار الهولوكوست يمطر على الصحفيين والناشطين العاملين على تسليط الضوء على الفكر الذي قاد الدولة اليهودية الى اتباع سياسات غير مقبولة منذ البداية[4]. إذا لم يكن لانتقاد السياسة الإسرائيلية -كما اشرتم- علاقة بالعنصرية، فما الذي يسعى إليه، حقا، أولئك الذين يتهمون الناس بمعاداة السامية؟

جورجيو س. فرانكل: الخطأ الأكبر هو ذاك الذي ترتكبه الجاليات اليهودية في العالم، بوصفها جاليات يهودية، إذ تعتقد أن لديها الحق في الكلام نيابة عن إسرائيل. يعتقد العديد من الإسرائيليين اليهود أنهم يملكون الحق، كيهود، في دعم إسرائيل. من حقهم ذلك. لكن، عاجلا أم آجلا، سيتحمل اليهود غير الاسرائيليين ما تفعله الحكومة الاسرائيلية. من ناحية أخرى، عندما تدّعي إسرائيل أنها تريد أن يُعترف بها، ليس فقط كدولة يهودية، ولكن ايضا كدولة وطنية للشعب اليهودي، فهذا يعني أنها ستطلب، على الصعيد الدولي، ان يعترف لها بنوع من السيادة على اليهود الذين هم في بلدان أخرى. وهنا، يصبح الأمر خطيرا جدا.

سيلفيا كاتوري: لماذا الأمر خطير؟

جورجيو س. فرانكل: لأنه من الممكن في النهاية أن تتدخل إسرائيل مستقبلا في السياسة الداخلية للدول الأخرى، بحجة أن للبلد سياسة معادية لليهود. لقد رفض شيراك المشاركة في الحرب ضد العراق، وبعد وقت قصير أطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون العنان لسياسة معادية لفرنسا، محذرا اليهود الفرنسيين: "احزموا حقائبكم، واتركوا فرنسا، وتعالوا إلى إسرائيل". ومستقبلا، يمكن للإسرائيليين أن يتصرفون كما لو أن بيدهم تحديد مصير اليهود الإيطاليين أو الفرنسيين.

سيلفيا كاتوري: سلاح معاداة السامية هذا سمح لإسرائيل دائما بأن تضع الحكومات التي لا تتبع خط تل أبيب السياسي تحت الضغط. وها هي عشرون عاما وإسرائيل تحث العالم على تكثيف الضغط على ايران لعزلها ومعاقبتها، وعرقلة تطورها الطبيعي. حسبكم، هل ستوفق في ذلك؟

جورجيو س. فرانكل: أنا غير مقتنع بذلك، لأن إيران حتى الآن تحميه الصين وروسيا. لديها علاقات جيدة مع جيرانها: تركية والعراق ودول مثل أذربيجان وجورجيا. لديها علاقات جيدة مع باكستان والهند، مع دول الخليج العربي، وخاصة قطر. انها حاليا بصدد توسيع وجودها الدبلوماسي في أمريكا اللاتينية. أوروبا تتبع الخطا المتشدد: ولكن بلدانا أخرى لا تتبعها. الإسرائيليون يقودون محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي في إيران من خلال التفجيرات والمجازر، وما إلى ذلك. وهذا ما يقومون به على الارجح. يجب معرفة ما اذا كانوا سينجحون في ذلك.

سيلفيا كاتوري: إسرائيل فقط وليس الولايات المتحدة [5]؟

جورجيو س. فرانكل: كلاهما.. ولكن الإسرائيليين بصفة خاصة.

سيلفيا كاتوري: لماذا "الإسرائيليون بالخصوص"؟ هل لديهم وسائل معينة لاختراق الأقليات العرقية والتلاعب بها؟

جورجيو س. فرانكل: مشكلة استقرار إيران معقدة للغاية. يمكن الدخول بطريقة غير شرعية في عدة مناطق. هناك جماعات معادية للحكومة المركزية. كردستان هي المنطقة الأكثر أهمية نفطيا. الأقلية السنية تعيش هناك. يكفي منحهم تمويلا وتزويدهم بالسلاح. يسمى هذا النوع من العمليات "حرب الظل". وإمكانات التدخل عديدة.

سيلفيا كاتوري: شكرا لك.


(*) ديانا كارميناتي الفريدو: In memoria di Giorgio S. Frankel ، 22.09.2012.
http://www.silviacattori.net/article3711.html
سيلفيا كاتوري

ترجمة من الإيطالية (الى الفرنسية): ماري آنج باتريزيو (24/06/2011)
التعريب: خالدة مختار بوريجي
النص الأصلي الإيطالية (2011/05/25):
http://www.silviacattori.net/article1639.html

هوامش:
[1] جورجيو س. فرانكل، محلل القضايا الدولية وصحافي مستقل، عمل على الشرق الأوسط والخليج الفارسي منذ بداية السبعينيات. وهو مؤلف كتاب "إيران والقنبلة"/ديريفآبرودي، روما، 2010.

[2] حق العودة يكفله القانون، ولكن حكوماتنا وأحزابنا السياسية، وكذلك دعاة "السلام العادل" يتجاهلونه دائما، لأن الاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة يجبر إسرائيل على الاعتراف بطردهم عام 1948، 1967 و2000، والاعتراف بأن "حربها من أجل الاستقلال" هو في الواقع جريمة.

[3] "خيار شمشون " (ويسميها كذلك القادة الإسرائيليون حسب وجه شمشون الانجيلي، الذي، الذي خرب معبدا بفلسطين القديمة، ما تسبب في موته، وموت المئات من الفلسطينيين) يفترض أنه في حال مواجهة تهديد وجودي، فإن المشروع النووي الإسرائيلي يتضمن هجوما نوويا ضد الدول التي تهددها.

[4] انظر: “1001
bugie su Gilad Atzmon” (“1001 mensonges sur Gilad Atzmon”), de Gilad Atzmon, comedonchisciotte.net 2 نوفمبر 2006.

[5] يشير الصحفي بوب ودفورد الى ان خدمات وكالة المخابرات المركزية CIA والموساد والمخابرات البريطانيةMI 6 تتعاون في إجراء عمليات تخريبية ضد إيران. في عامي 2009 و 2010، اعتقلت ايران عدة جواسيس من اصول امريكية دخلوا بصورة غير قانونية، منهم امرأة تمتلك "معدات تجسس خفية". وتقود فرنسا دبلوماسية عدوانية تجاه إيران منذ عام 2007، وتحدث الرئيس الفرنسي ساركوزي عن إمكانية قصف إيران. سوف نتذكر دعوة برنار كوشنير في الامم الى "الاستعداد للأسوأ"في "الحرب" ضد إيران.

Silvia Cattori

Traduction:
خالدة مختار بوريجي

Source :
http://www.areen.info/?p=3750